الجمعة، 15 أبريل 2016

هاروت ساسونيان: يجب على الشعب الأرمني أن يفعل كل ما هو ممكن لكي يضمِن بأن هذا الهجوم سيكون الأخير بالنسبة لأذربيجان


لقد استيقظ العالم الأسبوع الماضي على نبأ حول هجوم أذربيجاني واسع النطاق على ارتساخ (غاراباغ) الصغيرة. هذا الهجوم لم يكن مفاجأة... فالرئيس الأذربيجاني كان قد تبنى خلال سنين عادةً سيئة وهي الإقدام على هجمات عسكرية ضد أرمينيا وارتساخ (غاراباغ) خلال أيام انعقاد مفاوضات سلمية دولية أو مؤتمرات قمة. كان يمكن للمراقب الجانبي لهذا النزاع طويل الأمَد أن يتكهن بأن أذربيجان ستقدم مجدداً أثناء قِمة الأمن النووي المنظم من قبل الرئيس اوباما نهاية الأسبوع الماضي والتي شارك فيها رؤساء خمسين دولة وبضمنهم رؤساء أرمينيا وأذربيجان وتركيا. وكان بعض المراقبين قد استغربوا من الهجوم الأذربيجاني واسع النطاق بمشاركة الدبابات والمروحيات والصواريخ والطائرات بدون طيار. في الواقع أن حجم هذا الهجوم يجب ألا يكون مفاجأة إذا أخذنا بنظر الاعتبار تطور الهجمات الأذربيجانية بأسلحة أحدث في السنوات الأخيرة. إن العادة السيئة لعلييف للبدء بهجمات عسكرية أثناء المفاوضات السلمية أو المؤتمرات الدولية تعكِس جهوده الحثيثة للإبقاء على نزاع ارتساخ (غاراباغ) بأي ثمن في جدول الأعمال. بلا شك أن استياء علييف من عدم قدرته يزداد تدريجياً وذلك لأنه لا يستطيع أن يفرِض على الأرمن التنازل بأراضي ارتساخ (غاراباغ) رغم شراء أذربيجان أسلحة حديثة بمليارات الدولارات. علييف مُستاءٌ أيضاً لأنه لم يتمكن من استخدام موارد بلاده الضخمة من النفط والغاز للضغط على قادة العالم لكي يحصل على دعمهم في قضية ارتساخ (غاراباغ). وبالنتيجة قام طاغية باكو بتبذير ثروة بلاده الضخمة لإرشاء مسؤولي الدول الأجنبية وشراء أسلحة ثمينة ولكن غير فعالة. وما عدا ذلك فإن علييف الأب والإبن كانا على مدى عشرين سنة يهددان بالهجوم و"تحرير أراضي غاراباغ المحتلة". وبما أن الوعود الفارغة لم تتحقق لمدة طويلة فإن قلة من الأذربيجانيين كانوا يقبَلون بجدية تصريحات رئيسهم. وبالتالي فقد كان على علييف اليائس أن يتخذ جميع الوسائل الممكنة، بغض النظر عن مدى عقلانية هذه الوسائل، للخروج من هذا المأزق... المهم أن نفهم اختيار علييف توقيت هذا السلوك العُدْوَاني ودافعه لكي لا تُتهم دول أخرى في التحريض على هذه الهجمات لصرف الأنظار عن المذنب الوحيد وهو أذربيجان... ولكن توجد دول أخرى لها نصيبها من الذَنْب والأولى هي تركيا اردوغان بدعمها ومشاركتها المباشرة في مغامرات أذربيجان العسكرية. الوسطاء في مجموعة مينسك (فرنسا، روسيا، الولايات المتحدة) مذنبون أيضاً لبَقائهم صامتين أثناء الهجمات الأذربيجانية السابقة واتهام الطرفين أثناء الهجمات الأذربيجانية على أرمينيا وارتساخ. والمجتمع الدولي بصمته المُخجِل وتلاعبه بالألفاظ ووضعه مجدداً علامةِ المساواة بين الضحية والجلاد يشجع علييف التواق للحرب... إن مشهداً مروعاً على وجه الخصوص تم توثيقه أثناء الهجوم الأخير أكد مخاوف جميع اولئك الذين كانوا يحذَرون على مدى سنوات من الإبادة التي تهدد الأرمن في ارتساخ. في نهاية الأسبوع عندما احتل الجنود الأذربيجانيون مؤقتاً قرية تاليش الواقعة على حدود ارتساخ لم يقوموا فقط بقتل الزوجين المسنين وإنما قطعوا آذانهما كتذكار لهم... وحسب القانون الدولي فإن هذه الوحشية توصف كجريمة حرب على الأقل. تصوروا ببساطة ماذا كان سيفعل هؤلاء الجنود الأذربيجانيون الوحوش مع السكان الأرمن في حال احتلالهم ارتساخ بأكملها. كانت الدماء ستُراق وتحدُث إبادة ثانية للأرمن... بعد هذا الهجوم الأذربيجاني الضخم الأخير يجب القيام بثلاثة استنتاجات: 1) لا يمكن لأرمن ارتساخ أن يعيشوا تحت استبداد أذربيجان بغض النظر عن عدد التهديدات أو الهجمات التي يقوم بها إلهام علييف. 2) يجب ألا يكتفي الأرمن بتوجيه ضربة مضادة قوية للقوات الأذربيجانية وإنما عليهم أن يُلْحِقوا ضرراً بالغاً بحيث لا يفكر علييف بالإقدام على الهجوم مجدداً. لقد توجه الى ارتساخ آلاف المتطوعين من أرمينيا في سبيل حمايتها. تعلم أذربيجان جيداً أن حقولها النفطية والأنابيب التي لها قيمة مليارات الدولارات يمكن أن تستهدفها بسهولة الصواريخ الأرمينية بعيدة المدى... 3) حان الوقت ليُعلَن عن ارتساخ جزءاً لا يتجزء من جمهورية أرمينيا. في الرابع من ابريل نيسان أعلن الرئيس سركسيان للسفراء الأجانب في يريفان أنه في حال استمرار العمليات العسكرية فإن أرمينيا "ستعترف بإستقلال غاراباغ". إن شعب ارتساخ الشجاع بحاجة الى دعمنا المعنوي والسياسي والمادي. "صندوق أرمينيا ارتساخ" في كليندل يقبل بإمتنان تبرعاتكم لإرسال الأدوية ووسائل طِبية ضرورية بقيمة ملايين الدولارات والتي جمعها الصندوق. أرجو منكم إرسال تبرعاتكم على العنوان التالي: Armenia Artsakh Fund, 1101 N. Pacific Ave., #204, Glendale, CA 91202 Email: sassoun@pacbell.net, հեռ. 818-241-8900 ناشر ومحرر صحيفة "كاليفورنيا كورير" هاروت ساسونيان

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2014 القضية الأرمنية
برمجة : سيروب سيروب