الأحد، 24 أبريل 2016

الإبادة الجماعية الأرمنية.. مليون و نصف المليون إنسان قتلوا فقط ان ذنبهم كانوا #أرمن


منذ العشرينات في القرن الماضي يتم في 24 نيسان من كل عام إحياء ذكرى ضحايا الإبادة الأرمنية إحدى أكثر الصفحات المأسوية في تاريخ الشعب الأرمني..
 نتيجة المجزرة التي نظمتها الأوساط الحاكمة في تركيا خلال فترة أعوام 1892 و1923 تعرض للترحيل على نطاق واسع وللإبادة السكان الأرمن في أرمينيا الغربية و كيليكيا.  بصورة عامة يتم اعتبار 24 من إبريل نيسان عام 1915 بداية المجزرة، ولكن عمليات القتل الجماعية ضد الأرمن بدأت قبل ذلك بكثير. 
في عام 1877 بدأت الحرب الروسية التركية الدورية والتي أدت إلى توقيع اتفاقية سان ستيفانو. ونصت الاتفاقية على أن تدخل ولاية غارس المسكونة بالأرمن في إطار روسيا، أما تركيا فكانت تتعهد بالقيام بالإصلاحات الاقتصادية في المناطق التي يقيم فيها الأرمن.
بالطبع إن هذا الأمر كان سيكون مناسباً نوعاً ما للأرمن إلا أن الدول الأوروبية الغربية بإعرابها عن القلق تجاه نجاحات روسيا دعت أطراف النزاع إلى مباحثات جديدة وفي هذه المرة في برلين. وفي تلك الفترة كان يقيم في القيصرية العثمانية حوالي مليونين و500 ألف أرمني. وأثناء مباحثات برلين تم تكليف تركيا لتنفيذ برنامج الإصلاحات. ونشأت القضية الأرمنية التي كان يتم التفكير في أن الدول الأوروبية ستقدم الدعم للأرمن والذي يساعد على تحسين وضع الأرمن. 
ولكن وكما أظهر الزمن فترك ذلك التأثير المعاكس. فبدأت الدبلوماسية الأوروبية إستخدام القضية الأرمنية كآلة للضغط على تركيا، أما حكومة تركيا فبدأت تسير على أساس استراتيجية جديدة. واختارت السلطات التركية بهدف إنهاء المسألة الأرمنية إزالة الشعب الأرمني. ولهذا الهدف تم تشكيل ماتسمى بوحدات "الحميدية" على شكل عصابات والتي تم تكليفها بالاستيلاء على الأراضي الأرمنية. وتم تقوية السياسة المناهضة للأرمن. 

وبدأ تلك السياسة بصورة مباشرة السلطان عبد الحميد الثاني وحيث تم بمبادرته خلال فترة عامي 1895 و1896 القيام بعمليات قتل الأرمن على نطاق واسع. وذهب ضحية عمليات القتل الجماعية تلك 300 ألف أرمني. وأضطر عدد مماثل من الأرمن على مغادرة الوطن ووصل 100 ألف أرمني إلى روسيا أما 200 ألف فوصلوا إلى الولايات المتحدة ومختلف البلدان الأوروبية والافريقية والآسيوية. وقد تم المحافظة على الأدلة والوقائع المرتبطة بإرغام 200 ألف أرمني لقبول الإسلام. 

في عام 1908 قام حزب تركيا الفتاة بالانقلاب في البلاد. 
وآنذاك تعززت في السياسة التركية عقيدة التتريك العامة أو التورانية. وكانت تنص على توحيد حميع الأمم الناطقة باللغات التركية في دولة واحدة وإبادة الأمم الأخرى التي تقف على ذلك السبيل. و جرت عمليات القتل الجماعية الأولى من قبل تركيا الفتاة من الأول حتى 14 من شباط عام 1909. وجرت عمليات القتل الجماعية في ولاية أضنة و أودت بحياة حوالي 30 ألف أرمني. وبعد مجازر أضنة إزدادت حدة عمليات التعذيب ضد الأرمن. 
في تشرين الأول عام 1911 عقد حزب تركيا الفتاة أجتماعاً حيث تقرر "إن عاجلاً أم آجلا يجب تحويل جميع رعايا تركيا إلى عثمانية ولكن يوجد شئ واضح وهو انه ليس من الممكن أن يتم تحقيق ذلك بواسطة الإقناع بل يجب تنفيذه بواسطة السلاح. وهكذا إستعدت السلطنة العثمانية بأكملها لإلحاق الضربة النهائية بالأرمن. وكان واضعو البرنامج طلعت باشا وزير الداخلية وأنور باشا وزير الشؤون العسكرية وجمال باشا قائد جبهة فلسطين وبهاء الدين شاكر بي عضو اللجنة المركزية لحزب تركيا الفتاة وغيرهم. وبنية القضاء على الأرمن كانوا يرغبون إزالة المسألة الأرمنية. إن الأرمن وأرمينيا كانوا عقبة على سبيل تنفيذ برنامج حزب تركيا الفتاة. إن طوران الكبرى التي كانوا يحلمون بها كان يجب أن تمتد من البوسفور حتى آلطاي. و قبل المجزرة الكبرى بدأ الأتراك نزع أسحلة الأرمن الموجودين في إطار السلطنة العثمانية والقضاء عليهم. وكان العسكريون الأرمن الذين كانوا يخدمون هناك يقومون بتنفيذ أصعب الأعمال وكان يتم فيما بعد نقلهم إلى أماكن بعيدة وقتلهم. وقرر زعماء تركيا الفتاة تنفيذ عملية القضاء على الأرمن على 3 مراحل.

ففي المرحلة الأولى تم دعوة جميع الرجال الأرمن من 15 عاماً لغاية 45 عاماً إلى الخدمة في الجيش. ونزعوا أسلحتهم وبمجموعات من 50 إلى 100 شخص قاموا بقتلهم. وتم الإستيلاء على الأسلحة والذخيرة القليلة التي كانت موجودة لدى الأرمن. وبواسطة المرحلة الثانية بدأت عملية القضاء على المثقفين من شخصيات سياسية وثقافية وعسكرية. وفي 24 من إبريل نيسان عام 1915 تم في القسطنطينية إعتقال 235 مثقف أرمني أما في 29 إبريل نيسان فزاد عددهم على 800 شخص. وبعد ذلك تعرضوا للتعذيب الرهيب وفي النهاية تم قتلهم جميعاً.

و بدأ السفاحون الأتراك في المرحلة الثالثة إبادة السكان الأرمن الذين كانوا قد بقوا بدون مدافعين. وتم تنظيم عملية الترحيل الجماعية والنفي والقتل. كانوا يرغمون الأرمن إما على التراجع من الديانة المسيحية أو كانوا يقتلونهم أو يرغمونهم على المهاجرة. إن ذلك الجزء من الأرمن الذين كانوا قد بقوا على قيد الحياة في أرمينيا الغربية هاجروا ديارهم ووصلوا إلى الصحارى في الشرق الأوسط وخاصة صحراء دير الزور وحيث تم القضاء على عدد كبير منهم. 

وحسب المعطيات الإحصائية فقد تم القضاء على الأرمن في 66 مدينة وحوالي 2500 قرية في أرمينيا الغربية. وتم نهب وتدمير 2350 كنيسة ودير. وتم تدمير 1500 مدرسة ومعهد متوسط. خلال عامي 1915 و 1916 وحسب مختلف المصادر قتل حوالي مليون و500 ألف أرمني. 

لم تنته تطاولات الأتراك على الأرمن بهذا القدر. وأثناء الحملة التي قامت بها تركيا الفتاة باتجاه ما وراء القوقاز تم القضاء على 500 ألف أرمني أما خلال فترة أعوام 1920 و 1922 وفي إطار المذابح التي نظمتها تركيا الكمالية تم قتل 260 ألف أرمني, بصورة عامة تم خلال فترة أعوام 1894 لغاية 1922 قتل أكثر من مليونين و640 ألف أرمني. إن عام 1915 والأعوام التي تلت تُعتبر أعوام إرتكاب المجزرة الأرمنية.

إنها كانت إبادة بكل من الكلمة من معنى لأنه تم تنظيمها على مستوى الدولة وبصورة مبرمجة للقضاء جسدياً على الشعب الأرمني بأكمله. كانت تلك أول مجزرة في القرن العشرين حدث لم يسبق له مثيل تعرض له الشعب الأرمني و الإنسانية جمعاء.

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2014 القضية الأرمنية
برمجة : سيروب سيروب