ترون في الصورة صبي أرمني وجد في الصحراء.
وقد جاء في مذكرات الأخت كريستينا سيمينا في “الإغاثة الروسية” في الجبهة
القوقازية لعام 1915 في “فان” أن هذا الطفل عاش سنتين بعيداً عن الحياة
البشرية. لقد أخذت الصورة في حلب بين عامي 1920-1921 من قبل هيلين ماري
جيرارد؛ العاملة في مجال الإغاثة الأمريكية الشرق الأوسط، والتي اعتنت
بالصبي لاحقاً.
يذكر أن آلاف الأطفال الأرمن تيتموا وفقدوا
أهلهم على طريق التهجير. فوجدوا في الكهوف ملجأ لهم، وعاشوا في العراء
وتعلموا من الحيوانات. وبدأت العديد من الجمعيات الأرمنية والإرساليات
الكنسية والإغاثية جمع هؤلاء الأطفال الأيتام الأرمن فترة الإبادة
الأرمنية، وقد ظهر بينهم العديد من الـ”ماوغلي” الحقيقي.
كتبت الأخت كريستين تقول: “عندما رأيت الطفل
في “فان” كانت الجثث في كل البيوت، كان الأتراك فعلوا فعلتهم معهم…قتلوا
البعض، والبعض الآخر مات جوعاً ومن المرض. وهناك البعض ممن اختبأ في
الأحراش، والكهوف، ومن بينهم أطفال توحشوا بعد قتل أهلهم. وجد طاقمي صبياً
دون ملابس يبدو متوحشاً، ويتصرف كالوحوش حين يرى الناس..جمع المعاونون في
فريقنا عدداً منهم….إنه أمر فظيع، بطونهم منتفخة، جسدهم هزيل، من العظم
والجلد.. متوحشين لدرجة أنه يمكن أن يعضوا اليد التي تمتد اليهم…”.
*مصدر الصورة من ألبوم صور “الجمعية العمومية الأرمنية”.
ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية
إرسال تعليق